Page 44 - web
P. 44

‫محطات عربية‬

‫رغم كل الجهود الدولية المبذولة لحرمان هذه التنظيمات من‬

‫ملاذاتها الآمنة وقواعدها الخلفية بمعاقلها التقليدية‪ ،‬وكذا‬                                ‫الارهابية‪ ،‬مع ما تتيحه أساليب الإرهاب الفردي من سهولة‬

                            ‫بمنطقة الساحل جنوب الصحراء‪.‬‬                                  ‫االلتذنفييأذصوباحقتونائشيهًاًكاكلوهقااباتًلاح لدليتانتفزياذدفتيمأني لخحطوظرةة‪،‬‬  ‫لمعدات‬     ‫الوصول‬
‫فالعالم‪ ،‬وتحديًًدا العمق الإفريقي للمملكة المغربية‪ ،‬لازال‬                                                                                                                ‫الإرهابي‪،‬‬  ‫التهديد‬

‫يعيش على وقع التهديدات الناشئة عن هذه التنظيمات الإرهابية‪،‬‬                               ‫كما عززت من حجم الأعباء والمسؤوليات الملقاة على المصالح‬

‫وذلك بالنظر إلى القدرة الكبيرة التي أبانت عنها هذه التنظيمات‬                             ‫الأمنية‪ ،‬بسبب الصعوبات المرتبطة بالاستباق والتتبع والتوقع‪.‬‬

‫في التأقلم مع المتغيرات الجيوستراتيجية‪ ،‬وإصرارها على إطالة‬                               ‫وفي هذا الإطار‪ ،‬تم رصد تحول جذري في طبيعة المشاريع‬
                                                                                         ‫الإرهابية التي تم إجهاضها مؤخًًرا‪ ،‬والتي انتقلت من الطابع‬
‫أمد الصراع وإدامة حجم المخاطر عبر فروعها الخارجية وأقطابها‬

                  ‫الجهوية الجديدة‪.‬‬                                                       ‫الجماعي إلى المشروع الفردي‪ ،‬على طريقة «الذئاب المنفردة»‪،‬‬
                                                                                         ‫والتي غالًًبا ما تكون سريعة‪ ،‬وغير متوقعة وتستهدف بشكل‬
‫لا يزال تنظيم «داعش» يشكل مصدر تهديد حقيقي للعديد‬

‫من دول العالم‪ ،‬نتيجة للتحول الكبير الذي أدخله على إستراتيجيته‬                            ‫خاص العناصر والكوادر الأمنية‪ ،‬إضافة إلى رجال وأعوان السلطة‪.‬‬

‫العملياتية‪ ،‬التي تعتمد‪ ،‬أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬على نشاط‬                                     ‫ولعل أبلغ مثال على هذا التحول السريع والمفصلي في‬

‫خلاياه النائمة‪ ،‬أو ما يعرف بــ«الذئاب المنفردة»‪ ،‬علاوة على‬                               ‫التهديد الإرهابي‪ ،‬هي تلكم الجريمة الغاشمة التي راح ضحيتها‪،‬‬

‫توسيع عملياته خارج حاضنته التقليدية ومعاقله الكلاسيكية‪،‬‬                                  ‫بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ ،2023‬شهيد الواجب المهني الشرطي هشام‬

‫من دول الساحل‪،‬‬    ‫وحويسث اطمتودغرإلبىإفمرنياقيطا‪،‬قفواضًاسًلععةنبآمنسيا‪،‬طقوالة اعلدقيردن‬  ‫بورزة أثناء مزاولته لمهامه بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬حيث تم التربص به‬
       ‫الإفريقي‪.‬‬
‫ويراهن حالًًيا تنظيم «داعش» على السياق الدولي الراهن‪،‬‬                                    ‫من طرف خلية إرهابية وتعريضه للقتل العمد مع التمثيل بجثته‪.‬‬

‫المطبوع بالتوترات والأزمات السياسية‪ ،‬وكذا المناخ الإقليمي‬                                                   ‫المخاطر الناشئة عن «تدويل» الإرهاب‬
                                                                                         ‫تستمر التنظيمات الإرهابية العالمية‪ ،‬خصوًًصا «داعش»‬
‫المتسم بالصراعات القبلية وعدم الاستقرار السياسي في إفريقيا‬
                                                                                         ‫و«القاعدة»‪ ،‬في إفراز منسوب كبير ومرتفع من التهديد الإرهابي‪،‬‬
‫جنوب الصحراء‪ ،‬وذلك من أجل إعادة انتشار مقاتليه‪ ،‬وفي هذا‬

                                                                                                                                                                                             ‫‪44‬‬
   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49